وكالة تسنيم الدولية للأنباء – في السنوات الأخيرة، حددت إيران هدف الوصول إلى المدارات العالية، وبالأخص مدار 36,000 كيلومتر، كهدف استراتيجي لبرنامجها الفضائي. ولتحقيق ذلك، اعتمد المجلس الأعلى للفضاء مشاريع مختلفة، من ضمنها تطوير وإطلاق الأقمار الصناعية وبلوكات الانتقال المداري للمدارات المرتفعة. ويعد مشروع إطلاق “بلوك الانتقال المداري سامان” خطوة استراتيجية مهمة ضمن هذا المسار.

إطلاق نموذج أولي من “بلوك الانتقال المداري سامان”

في يونيو 2023، أعلن حسن سالاريه، رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، عن إطلاق أولي قريب لنموذج “بلوك الانتقال المداري” الإيراني إلى الفضاء، في خطوة كبيرة نحو تحقيق طموحات إيران الفضائية وتعزيز وجودها في المدارات الأعلى.

أُجري أول اختبار لهذا البلوك في أكتوبر 2022، حيث تم إطلاق نموذج تجريبي منه باستخدام صاروخ اختباري وأثبت نجاحه في أداء المهام المخططة. وقد تم اختبار النظام في ظروف قريبة من ظروف الفضاء وتم جمع البيانات اللازمة للتحقق من أدائه في الارتفاعات العالية.

مزايا وخصائص “بلوك الانتقال المداري سامان”

يعد “بلوك الانتقال المداري سامان” واحداً من الإنجازات الرئيسية في مجال المعدات الفضائية الإيرانية. وهو مصمم لنقل الأقمار الصناعية من مداراتها الابتدائية إلى مداراتها النهائية، ما يُسهم في تقليل الحاجة إلى قوة دفع كبيرة وإدارة أفضل لموارد الطاقة الفضائية.

يمكن لهذه الأنظمة دفع الأقمار الصناعية إلى مدارات أعلى، مثل المدار الجغرافي الثابت على بعد 36,000 كيلومتر عن الأرض. كما تسهم هذه الأنظمة في التحكم في الزاوية المدارية للأقمار الصناعية، وتوجيهها بدقة نحو أهداف محددة. وتعمل هذه الأنظمة كذلك على تحسين كفاءة استخدام الوقود وتقليل تكاليف المهام الفضائية من خلال تقليل الاعتماد على محركات دفع قوية خلال المرحلة الأولية للإطلاق.

أهمية “بلوك الانتقال المداري سامان” في تطوير القدرات الفضائية الإيرانية

تدرك إيران أهمية بلوكات الانتقال المداري في تحقيق استقلالها الفضائي. وقد صُمم “بلوك سامان” خصيصاً لنقل الأقمار الصناعية الإيرانية إلى مدارات أعلى دون الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، ما يعزز موقع إيران في مجال الفضاء.

مقارنة “بلوك سامان” بالأنظمة العالمية

تشمل الأنظمة المماثلة حول العالم أنظمة “سينتور” في الولايات المتحدة، “فيرغات” في روسيا، و”أريان” في أوروبا. يتميز “بلوك سامان” بتصميمه الذي يلائم احتياجات البرنامج الفضائي الإيراني، ليصبح خياراً فعالاً للأقمار الصناعية الإيرانية.

يعكس “بلوك الانتقال المداري سامان” التقدم الذي أحرزته إيران في التقنيات الفضائية، ويمهد الطريق لمهام فضائية معقدة في المستقبل.

/انتهى/