منذ لحظة تسليم العينات، اهتم الباحثون بالخصائص المحددة لهذا الثرى، وميله إلى الالتصاق ببعضه البعض وتشكيل كتل، وهو ما يميزه بشكل ملحوظ عن العينات المأخوذة من الجانب المرئي من القمر. ولتحديد طبيعة هذه الميزة، تم إجراء سلسلة من التجارب، بما في ذلك اختبارات باستخدام قمع ثابت وأسطوانة دوارة لقياسزاوية الاستراحةالمادة – في ميكانيكا التربة يعد هذا مؤشرًا رئيسيًا على سيولتها.

وأظهرت النتائج أنه بالنسبة للعينات التي تم تسليمها بواسطة Chang’e-6، فإن هذه المعلمة تتجاوز بشكل كبير تلك الموجودة في التربة على الجانب المرئي، مما يجعل سلوكها مشابهًا للتربة الأرضية المتماسكة.

استبعد ال التفصيلي للمكونات القوى المغناطيسية أو وجود معادن طينية كأسباب محتملة للزيادةالاتصال(الالتصاق). وبدلاً من ذلك، تم الكشف عن تفاعل تآزري لثلاثة أنواع من القوى بين الجسيمات – الاحتكاك، وقوى فان دير فالس، والقوى الكهروستاتيكية. من الجدير بالذكر أنه مع انخفاض الجسيمات، يزداد تأثير قوى فان دير فال والقوى الكهروستاتيكية بشكل حاد

حددت الدراسة عتبة حجم الجسيمات الحرجة: عندما تنخفض قيمة D60 – القطر الذي يقع تحته 60% من كتلة توزيع حجم الجسيمات في العينة – إلى أقل من حوالي 100 ميكرومتر، تبدأ قوى فان دير فالس والقوى الكهروستاتيكية في زيادة تماسك التربة بشكل ملحوظ.

وباستخدام التصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة، تمت دراسة أكثر من 290.000 جزيء تربة فردي من عينات Chang’e-6. وتبين أن أصغر قيمة لـ D60 كانت 48.4 ميكرومترًا فقط – أي أن الغبار ناعم جدًا. وفي الوقت نفسه تتميز بالشكل المعقد وحدة حبيبات الرمل الفردية.

وأشار البروفيسور تشي شينغ ون من معهد الجيولوجيا والجيوفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إلى أن “الأمر غير عادي تماما. وكقاعدة عامة، كلما كانت الجسيمات أصغر، كلما كانت أكثر استدارة. ومع ذلك، فإن تربة تشانغ آه -6، على الرغم من حجمها الأصغر، تظهر شكلا أكثر تعقيدا”.

يمكن تفسير هذا الشذوذ من خلال المحتوى العالي من الفلسبارات المتآكلة بسهولة بالإضافة إلى التجوية الفضائية الأكثر كثافة على الجانب البعيد من القمر. تفاعل الجزيئات الأصغر والأكثر خشونة يعزز التصاقها ببعضها البعض.

وقال تشي: “دراستنا هي الأولى التي تشرح بشكل منهجي التماسك الفريد لتربة Chang’e-6 من منظور الميكانيكا الحبيبية”.

وأضاف أن النتائج مفيدة للمهمات القمرية المستقبلية، ة لمهام مثل بناء القواعد القمرية واستخدام الموارد المحلية.