آلية جيولوجية غريبة تفسر كيف تشكلت أقمار النظام الشمسي الجليدية
بتوقيت بيروت -

ووجد العلماء أن ذوبان القشرة الجليدية من الأسفل يؤدي إلى غليان المحيطات المائية بداخلها.

وتعد الأقمار مثل”إنسيلادوس” التابع لكوكب زحل من أكثر الأماكن الواعدة في نظامنا الشمسي للبحث عن حياة خارج الأرض، حيث يعتقد أنها تحتوي على محيطات من الماء السائل تحت قشرتها الجليدية المتجمدة.

وتسعى الدراسة الجديدة إلى فهم العمليات الجيولوجية التي تشكل سطح هذه العوالم الغامضة.

كيف تعمل الجيولوجيا على الأقمار الجليدية؟

تعمل الجيولوجيا في هذه الأقمار بشكل مختلف عن الأرض، فبينما تعتمد جيولوجيا كوكبنا على حركة الصخور والحمم البركانية، تعتمد جيولوجيا الأقمار الجليدية على تفاعلات الماء والجليد. ويتم تسخين هذه الأقمار بواسطة قوى الجذب من الكواكب الأم التي تدور حولها، ما يؤدي إلى حدوث دورات متعاقبة من ذوبان الجليد وتجمده.

وعندما تزداد سماكة الطبقات الجليدية، فإنها تضغط على القشرة السطحية مسببة تشققات بارزة مثل تلك المعروفة باسم “الخطوط النمرية” على سطح إنسيلادوس. لكن عندما يبدأ الجليد بالذوبان من الأسفل، فإن الانخفاض الحاد في الضغط قد يؤدي إلى حدوث ظاهرة فريدة هي غليان المحيطات المخبأة تحت السطح.

ويحدث هذا الغليان لأن تحول الجليد إلى ماء سائل يؤدي إلى انخفاض كبير في الضغط، ة في الأقمار الصغيرة مثل ميماس إنسيلادوس التابعين لزحل، وميراندا التابع لأورانوس، حيث يمكن أن يصل الضغط إلى النقطة التي يتواجد فيها الجليد والماء والبخار في وقت واحد. وهذه الظاهرة قد تقدم تفسيرا مقنعا للتشكيلات الجيولوجية الغريبة التي رصدها العلماء في ال التي التقطها مسبار “فوياجر 2” لسطح قمر ميراندا، بما في ذلك الشبكات المعقدة من التلال والمنحدرات.

ويلعب حجم القمر دورا حاسما في تحديد طبيعة هذه العمليات الجيولوجية. ففي الأقمار صغيرة الحجم، يمكن أن يحدث غليان في المحيطات الداخلية دون أن يتشقق السطح الجليدي، بينما في الأقمار الأكبر حجما مثل تيتانيا التابع لأورانوس، فإن القشرة الجليدية تتشقق وتتصدع قبل أن تصل إلى مرحلة الغليان.

وتكشف هذه الدراسة عن ديناميكيات مدهشة لعوالم المحيطات الجليدية، ما يوسع فهمنا للعمليات التي يمكن أن تشكل بيئات هذه الأجسام البعيدة وتؤثر على إمكانية صلاحيتها للسكن.

المصدر: Eurekalert



إقرأ المزيد