بتوقيت بيروت - 12/6/2025 8:01:47 AM - GMT (+2 )
سلسلة من ثلاث دراسات جديدة أجراها كالفين دينز براون وهنريك سينغمان ونشرت في المجلة الإدراك، أظهر ذلك عندماعند تقييم الحجج، غالبًا ما يعتمد الناس على معتقداتهم ال ة,وليس على نوعية الأدلة. حتى الحجج القوية ظاهريًا تكون أقل إقناعًا إذا لم تتطابق مع النظرة العالمية للمشاركين.
إن المعرفة الإعلامية، وهي القدرة على المعلومات بشكل نقدي، تساعد الناس على التمييز بين الحجج الموثوقة وأساليب التلاعب. ومع ذلك، فقد أظهرت التجارب أن العادات والتحيزات المعرفية غالبًا ما تكون أقوى من المنطق أو الإحصائيات الفعلية. يميل الناس إلى الثقة في كلام السلطات أو المعلومات المشحونة عاطفيًا أو الآراء الشعبية بدلاً من التحقق من المصادر والحقائق.
كيف سارت التجاربوقد أعد العلماء عشرة مواضيع ذات أقوال مثيرة للجدل، من القضايا الاجتماعية والسياسية إلى القضايا البيئية. لكل موضوع، تم إنشاء نوعين من الوسائط.
وتضمنت تلك “القوية” الإحصائيات والاتساق المنطقي، في حين استندت “الضعيفة” إلى التكرار أو الإشارات إلى السلطة أو الشعبية أو التقاليد.
في التجربة الأولى، قام المشاركون أولاً بتقييم معتقداتهم على مقياس يتراوح من“كاذبة للغاية”ل“صحيح للغاية”ثم نوعية الحجج. وأظهرت النتائج أن الفرق في تصنيفات الحجج القوية والضعيفة كان أصغر بكثير من الفرق بين الحجج التي تطابقت أو لم تتطابق مع وجهات النظر الشخصية.
يوضح المؤلفون: “كان تأثير اتساق الاعتقاد أكبر بثلاث مرات تقريبًا من تأثير جودة الحجة”.
في التجربة الثانيةاختبار تأثير النظام: قام نصف المشاركين أولاً بتقييم الحجج ثم أبلغوا عن معتقداتهم، بينما فعل النصف الآخر العكس. وقد كررت النتائج نتائج التجربة الأولى، مؤكدة أن تسلسل الإجراءات لم يغير من تأثير التحيز.
استكشفت التجربة الثالثة سمات الحجج السيئة التي تجعلها مقنعة.ومن عجيب المفارقات أن الحجج ذات الأدلة المتناقضة كان يُنظر إليها على نحو أكثر إقناعاً من تلك المستندة إلى مرجعيات السلطة.
تم تقديم نفس الحجة في نسختين – إحداهما تناسب التفضيلات الشخصية للمشارك، والأخرى لا تناسبها. كان الناس أكثر ميلاً إلى التفكير في خيار يتوافق مع وجهات نظرهم باعتباره مقنعًا.
كيف يمكن لمحو الأمية الإعلامية أن يؤثر على النتائجوقال دينز براون: “هذا يؤكد أن التقييم يتم تحديده من خلال التفضيل الشخصي وليس من خلال محتوى الحجة”.
تسلط النتائج الضوء على القيود المفروضة على محاولة إقناع الناس بالأدلة القوية وحدها. ولكن محو الأمية الإعلامية مهم أيضا. هييعلمك كيفية إبطاء الأحكام التلقائية، والتحقق من المصادر، ومقارنة البيانات من مصادر مختلفة، والتمييز بين الارتباط والسبب والنتيجة، والتعرف على تقنيات التلاعب من خلال ال العاطفية أو العناوين الرئيسية.
وأوضح دينز براون: “على الرغم من أن الناس يميلون إلى الاستجابة بشكل إيجابي للحجج التي تتوافق مع معتقداتهم، إلا أنهم يستجيبون بقوة أكبر للأدلة المدعومة جيدًا. وهذا يعني أن تقديم الحجج القائمة على الأدلة ليس عديم الفائدة، لكن التحيز النفسي يظل عاملاً قويًا في الإدراك”.
تظهر الدراسة أن إدراك المعلومات لا يتحدد فقط من خلال جودتها، ولكن أيضًا من خلال المعتقدات الداخلية للشخص.فحتى الأدلة المتناقضة يمكن أن تبدو مقنعة إذا كانت تتناسب مع وجهة النظر العالمية.يؤكد مؤلفو العمل على ضرورة تطوير التفكير النقدي من أجل التمييز بين الحقائق والتفضيلات الذاتية واتخاذ القرارات بناء على الأدلة، بدلا من التشوهات المعرفية المعتادة.
إقرأ المزيد


