الخليج الجديد - 11/21/2023 6:08:30 AM - GMT (+2 )
إسرائيل صارت عبئا مكلفا على أمريكا والغرب!
تصاعد الغضب الشعبي وفقدان الأمل وتعاطف وتضامن شعوب العرب والغرب والشرق والضغط لوقف شلالات الدم بمظاهرات عارمة وغاضبة ومنددة.
انفضح الفشل العسكري والأمني والاستخباراتي وترويج أكاذيب وفشل الاستخبارات الإسرائيلية باغتيال وأسر واعتقال قيادات الصف الأول لكتائب القسام.
تباين وخلافات بين أمريكا وإسرائيل حول ماذا تريد إسرائيل وما سيناريو اليوم التالي بعد السيطرة على غزة وهزيمة حماس؟ وحول الترتيبات ومن سيدير قطاع غزة؟
رغم ضغط أعضاء كونغرس والجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي على إدارة بايدن ما يشكل إحراجاً له، يتمسك بالاصطفاف وتبني سردية إسرائيل ويرفض وقف الحرب.
* * *
تتصاعد حصاد مجازر وجرائم حرب إسرائيل على غزة ودخول الحرب أسبوعها السابع، وارتفاع عدد الشهداء والمفقودين والمصابين لحوالي 45 ألفاً يعادل 2 بالمئة من سكان غزة، ثلثهم أطفال ونساء، وعرض الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي لمشاهد مؤلمة وصادمة عن هول جرائم الحرب والضحايا والجثث والأشلاء.
ومن الطبيعي تصاعد حالة الغضب الشعبي وفقدان الأمل وتعاطف وتضامن الشعوب العربية والشعوب في الغرب والشرق والضغط لوقف شلالات الدم بمظاهرات عارمة وغاضبة ومنددة.
وبرغم ضغط الكونغرس المتواصل على إدارة بايدن، ومن الجناح التقدمي في حزبه الديمقراطي ما يشكل إحراجاً له، يتمسك بالاصطفاف وتبني سردية إسرائيل ويرفض وقف الحرب.
فضح الفشل العسكري والأمني والاستخباراتي وترويج أكاذيب وفشل الاستخبارات الإسرائيلية باغتيال وأسر واعتقال قيادات الصف الأول لكتائب عزالدين القسام. وفشلت المنظومة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية الوصول إلى يحيى السنوار ومحمد ضيف القائد العسكري لكتائب القسام كما توعد وزير الدفاع، ولأبي عبيدة الناطق العسكري لكتائب القسام- الذي تحول لرمز ملهم للمقاومة والشباب.
ويشكل الفشل العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي بترويج تقييم خاطئ بوجود مخابئ ومركز قيادة وتحكم رئيسي لحماس تحت مبنى مجمع الشفاء الطبي- كبرى مستشفيات غزة ضربة موجعة وفشل استخباراتي، يُضاف لفشل توقع أكبر عملية عسكرية ضد كيان الاحتلال منذ حرب أكتوبر 1973.
خاصة وأن تبرير قصف واقتحام وإخلاء مجمع الشفاء كما روجت آلة إعلام الاحتلال بوجود مركز قيادة لحماس وربما محتجزين إسرائيليين تخفيهم حماس، لتفشل إسرائيل مجدداً برغم المسرحية المكشوفة بزرع أسلحة ومعدات عسكرية بطريقة مفضوحة.
ما تسبب بإحراج بالغ للحليف الأمريكي الذي تبنى الرواية الإسرائيلية بمن فيهم الرئيس بايدن ووزير الخارجية ومستشار الأمن الوطني الأمريكي والناطق باسم مجلس الأمن الوطني، وكذب تقييم الاستخبارات الأمريكية بأن لدى حماس مركز قيادة وتحكم في أنفاق حفرت تحت مجمع الشفاء! لتكذب الدلائل ادعاءاتهم وتفضح فشلهم وتحرجهم لتبنيهم رواية الصهاينة!
كشفت شبكة أن بي سي الإخبارية الأمريكية في الأسبوع الماضي: مع تصاعد عدد ضحايا حرب إسرائيل على غزة واستمرار إسرائيل بتطبيق القبضة الحديدية ورفض الهدن الإنسانية ورفض نتنياهو إدخال وقود ودواء وماء وغذاء إلى غزة، وعدم اتخاذ الإجراءات المطلوبة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وكررت إدارة بايدن طلبه تحت ضغط الغضب الشعبي الأمريكي ومن الجناح التقدمي في حزب بايدن الديمقراطي في الكونغرس ومن مسؤولين داخل إدارة ترامب بدأت أصواتهم ترتفع وتتساءل متى نوقف منح إسرائيل الضوء الأخضر لارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد المدنيين في غزة.
كما يبرز التباين بين إدارة الرئيس بايدن وإسرائيل حول النافذة التي منحتها إدارة بايدن لإسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية؟ وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أشار إلى نافذة «أسبوعين» وبعد أن وبخه نتنياهو تراجع عنها!
لكن برز التباين واضحاً من تنبيه القادة العسكريين لنتنياهو وحكومة الحرب من حرب المدن المكلفة وقدم قادة عسكريون أمريكيون لإسرائيل نصائح بناء على تجارب القوات الأمريكية في حرب المدن في معركتي الفلوجة والموصل.
وهناك تباين وخلاف حول سيناريوهات بعد هزيمة حماس (وهذا مستبعد لم يسبق لجيش نظامي أن انتصر في حرب غير متناظرة كما هو الحال بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وبين إسرائيل وحزب الله، وبين القوات الأمريكية وطالبان والقاعدة وداعش)!
كما يبرز التباين والخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول ماذا تريد إسرائيل وما هو سيناريو اليوم التالي بعد السيطرة على غزة ونهاية الحرب؟ وحول ترتيبات من سيدير قطاع غزة؟ خاصة بوجود تناقضات وتخبط من تصريحات نتنياهو حول البقاء في غزة لفترة لملء الفراغ، كما يلمح نتنياهو والرئيس الإسرائيلي في إعادة لاحتلال غزة.
أو في أضعف الأحوال استنساخ وتطبيق إسرائيل نموذج الضفة الغربية على غزة باقتحامات واعتقالات واغتيالات أودت بحياة أكثر من 206 فلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة وقبلها 250 منذ مطلع العام، ويقترب عدد المعتقلين من 3000 ليرتفع عدد المعتقلين في سجون الاحتلال في الضفة الغربية لتسعة آلاف. وهذا يزيد حالة الغضب التي تقترب من تفجر انتفاضة ثالثة!
يضاف لذلك بلطجية وعنف المستوطنين الذين قتلوا وأصابوا 44 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ مطلع العام. وقد حذرت الخارجية الأمريكية والرئيس الفرنسي ماكرون من ارتفاع وتيرة ودوامة عنف المستوطنين بزيادة الاعتداءات والقتل ومصادرة الأراضي والتعدي على المزارع وحقول الزيتون وتدمير المنازل ومصادرتها، بحماية الشرطة والجيش!
وهناك الخطاب العنصري الفج والوقح والمستفز من مسؤولين ووزراء ونواب صهاينة. مثل اقتراح وزير التراث الذي اقترح إلقاء قنبلة نووية على غزة. ووصف وزير الدفاع غالاني الفلسطينيين بـ«الحيوانات» وأدعى مسؤول آخر لا يوجد أبرياء في غزة!! وقال نائب رئيس الكنيست (مجلس النواب) بكل عنصرية… «نحن إنسانيون أكثر من اللازم.. أحرقوا غزة الآن.. لا أقل من ذلك»!
بات واضحاً تحول الرئيس بايدن وإدارته لرهائن ابتزاز نتنياهو المحاصر والمنهارة شعبيته مع اليمين المتطرف الحاكم. وصار عبئاً مكلفاً على بايدن وإدارته وإرثه لأنه يقف في الجانب الخطأ من التاريخ. وأن رهان بايدن على نتنياهو هو رهان خاسر، خاصة أن أيام نتنياهو باتت معدودة.
وستشكل لجنة تحقيق تدين تقصير القيادتين السياسية والعسكرية وتقصيهما. وهناك فرصة إدانة نتنياهو في محاكمات جنائية بتهم فساد والتكسب غير المشروع. لكن قبل ذلك سينزف بايدن وإدارته وربما يدفعون الفاتورة الأكبر كلفة بخسارة الانتخابات الرئاسية العام المقبل!
*د. عبد الله خليفة الشايجي استاذ العلوم السياسية جامعة الكويت
إقرأ المزيد