ظلال حرب أرمغدون الأمريكية في مجازر غزة
الخليج الجديد -

ظلال حرب أرمغدون الأمريكية في مجازر غزة

مجازر اليوم تدفع لطرح السؤال الاساس مجددا: هل المجازر والتهجير هدف غير معلن بحد ذاته من منظور إسرائيلي وأميركي؟

المواقف العربية والاسلامية الضعيفة شجعت الاحتلال للمضي قدما في مجازره وانتهاكاته فاتحة الباب لسيناريوهات معقدة في المنطقة.

يوم دموي لن يكون الاخير ولن يحسمها في الوقت ذاته لكنه يؤسس لمجازر دموية أكثر يصعب الاعتياد عليها رغم الغطاء الاوروبي والامريكي للمضي قدما فيها.

هل هذه (حرب أرمغدون) في أوهام ونبوءات الجنون الديني؟ لا أحد يعلم بدقة؛ علما أن كثير ممن يدعمون المجازر ويوفرون الغطاء لها في الغرب يتبنون هذه المعتقدات.

استراتيجية الاحتلال لفرض سيطرة عسكرية على شمال قطاع غزة وتصفية المقاومة وتهجير أهله تسجل فشلا واضحا رغم عنف ودموية الاحتلال ومجازره ضد المدنيين.

الغطاء الغربي يدفع المنطقة نحو مواجهة أوسع فحسم المعركة أميركيا وإسرائيليا لن يتحقق الا بإبادة جماعية مادية وسياسية للفلسطينيين؛ تهجيرا وقتلا؛ مما تؤكده أسلحة أميركا ومجازر إسرائيل.

* * *

مجازر مدارس الفلاح والفاخورة وتل الزعتر في اليوم 44 كشفت تواصل الوجود الفلسطيني شمال قطاع غزة رغم الضربات الجوية والمجازر الواسعة التي شنها الاحتلال؛ لتدمير البنية التحتية؛ و كافة سبل الحياة بما فيها المستشفيات.

استراتيجية الاحتلال لفرض سيطرة عسكرية على شمال قطاع غزة وتصفية المقاومة وتهجير الفلسطينيين لا زالت تسجل فشلا واضحا رغم عنف ودموية الاحتلال في التعامل مع المدنيين وهي ظاهرة قائمة بحد ذاتها؛ تطرح أسئلة حول إمكانية ذهاب الاحتلال بعيدا في استخدام أسلحة محرمة وأكثر فتكا في القطاع؛ وإمكانية توسعة نطاق المجازر لتشمل الضفة الغربية في الوقت ذاته.

المجازر اليوم السبت شملت الضفة الغربية في مخيم بلاطة كاشفة قوة وثقل الدعم الامريكي والاوروبي للاحتلال لممارسةعمليات التطهير الجماعي بحق الفلسطينيين بالتزامن مع منتدى المنامة الامني في البحرين؛ حيث التقى قادة اوروبا وامريكا في المنطقة العربية بما فيهم الفاشية المتطرفة فوندرلاين مفوضة الاتحاد الاوروبي ؛ وجوزيب بوريل ممثل الشؤون الخارجية لمباركة الهجمات الاسرائيلية الدموية على الفلسطينيين الى جانب المبعوث الخاص للبيت الابيض الذي وصل حديثا للمنطقة بريت ماكغورك.

من ناحية اخرى مجازر اليوم الـ44 من العدوان على غزة اكدت العجز الذي ارتقي في بعض جوانبه الى مستوى التواطوء عربيا واسلاميا؛ إذ لم تفلح المناشدات والدعوات والقرارات الأممية والقمة العربية والإسلامية في تخفيف وطاة الهجوم على المدنيين على قطاع غزة فكيف الحال بوقفها؛ فالمواقف العربية والاسلامية الضعيفة شجعت الاحتلال للمضي قدما في مجازره وانتهاكاته فاتحة الباب لسيناريوهات معقدة في المنطقة.

اليوم 44 يوم دموي لن يكون الاخير في المعركة ولن يحسمها في الوقت ذاته ؛ لكنه يؤسس لمزيد من المجازر الدموية التي يصعب الاعتياد عليها رغم الغطاء الاوروبي والامريكي للمضي قدما فيها.

غطاء يدفع المنطقة نحو مواجهة اوسع يصعب تلمس ملامحها؛ فحسم المعركة من منظور امريكي واسرائيلي لن يتحقق الا بابادة جماعية مادية وسياسية للفلسطينيين في القطاع والضفة؛ بالتهجير و القتل؛ وهو ما تؤكده الاسلحة الامريكية الفتاكه والمجازر الاسرائيلية الدموية.

مجازر اليوم تدفع لطرح السؤال الاساس مجددا؛ هل المجازر والتهجير هدف غير معلن بحد ذاته من منظور إسرائيلي وأميركي؛ وهل هذه (حرب أرمغدون) الموعودة من منظور (توراتي) متطرف؟ لا أحد يعلم بدقة؛ علما ان كثير ممن يدعمون المجازر ويوفرون الغطاء لها في اوروبا واميركا يتبنون هذه الافكار والمعتقدات كما هو معلوم.

*حازم عياد كاتب صحفي



إقرأ المزيد