مصير حماس بين الخنادق والفنادق.. السياسة أم التطرف؟
سكاي نيوز عربية -

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت حماس مسؤوليتها عن هجومين منفصلين لإطلاق النار في إسرائيل، أحدهما في تل أبيب أسفر عن مقتل 7 أشخاص والثاني في بئر السبع أسفر عن مقتل جندية إسرائيلية.

وقال ماثيو ليفيت، من معهد واشنطن للأبحاث، والذي كتب كتابًا عن حماس: "في ظل السنوار، يمكن توقع أن تكون حماس منظمة أصولية متشددة أكثر وضوحا".

السنوار ضد "رجال الفنادق"

صعد السنوار وهنية إلى السلطة بعد تنحي زعيم حماس السابق خالد مشعل عن منصبه كرئيس للمكتب السياسي لحماس في عام 2017.

حل محله هنية كرئيس للمكتب السياسي وأصبح السنوار الزعيم في غزة.

قاد الثنائي حماس نحو علاقات أوثق مع إيران، لكن التوترات تصاعدت بين السنوار وهنية، الذي بدأ يعتقد أن نظيره يفشل في فهم أن حماس بحاجة إلى أن تكون "منظمة سياسية شرعية، حسبما قال مسؤولو الاستخبارات المشاركين في الوساطة بين الرجلين.

نظمت مصر اجتماعا في يوليو 2023 لتوحيد حماس مع الفصائل الفلسطينية المتنافسة، رفض السنوار الحضور، وقال للمحاورين إنه قلق من أن فصيلا بقيادة هنية قد يطيح به أثناء وجوده خارج القطاع.

وبعد بضعة أشهر، شن السنوار هجمات 7 أكتوبر.

في حين كانت القيادة السياسية لحماس في الدوحة، بقيادة هنية، على علم بالهجوم المحتمل، إلا أن التوقيت فاجأهم، وفقا لمسؤولين عرب وإسرائيليين حاليين وسابقين.

بدأ مسؤولو حماس في الدوحة، في انتقاد السنوار سراً باعتباره "مصابا بجنون العظمة"، وفقًا لمسؤولين عرب وآخرين في حماس.

وقال إيهود يعاري، وهو كاتب عمود إسرائيلي مخضرم أجرى مقابلة مع السنوار في السجن ويقول إنه يحافظ على قناة اتصال معه، إن هنية ومشعل وآخرين كانوا يتحدثون عن السنوار "بعبارات لا لبس فيها، أنه ارتكب خطأ، وأنه هاوٍ سياسي".

وأضاف: "السنوار يطلق عليهم اسم رجال الفنادق، لأنهم يقيمون في مساكن فخمة في الدوحة".

التفجيرات الانتحارية

في تسعينيات القرن العشرين، بدأ أعضاء الجناح العسكري لحماس في اللجوء إلى التفجيرات الانتحارية.

اعتقد الكثيرون في الحركة أن هذا التكتيك قلل من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وأن قتل المدنيين الإسرائيليين تسبب في فقدان الفلسطينيين للأرضية الأخلاقية.

زعم بعض أعضاء حماس أن المفجرين كانوا يضحون بحياتهم من أجل قضية أكبر، ووصفوا الهجمات بأنها "عمليات استشهادية".

وكتب السنوار في كتابه أن المواطنين الإسرائيليين كانوا أهدافا مشروعة، وأن الهجمات سببت "ارتباكا وشللا وتأثيرا نفسيا على المجتمع الإسرائيلي".

أوقفت حماس إلى حد كبير هجماتها الانتحارية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

الخبراء في شؤون الحركة يقولون إن التفجيرات لم تحقق التنازلات التي كانت حماس تريدها، وبدأت إسرائيل في بناء سياج أمني حول الأراضي الفلسطينية مما جعل الهجمات أكثر صعوبة.

بعد انتهاء الانتفاضة الثانية في عام 2005، بدأت حماس في متابعة أجندة أكثر تركيزًا على السياسة تحت قيادة مشعل آنذاك، وفازت بالانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية، التي كانت تحكم الضفة الغربية وغزة.

في عام 2007، انتزعت حماس السيطرة على غزة من السلطة الفلسطينية، وبعد أربع سنوات، تم إطلاق سراح السنوار في صفقة تبادل أسرى.

وسرعان ما أصبح عضوًا في القيادة السياسية لحماس ومسؤول الاتصال مع الجناح المسلح.

رسائل السنوار المتخفي

بعد فترة الحداد التي استمرت 40 يوما على هنية، أرسل السنوار رسائل باسمه إلى حزب الله والحوثيين في اليمن وغيرهم ممن دعموا حماس.

وكتب في إحدى الرسائل أن حماس مستعدة لحرب استنزاف طويلة لكسر إرادة إسرائيل وأن هذه الجهود ستمهد الطريق لزوال إسرائيل.

ورغم أن البعض تكهن مؤخرا باحتمال زوال السنوار، فإن المسؤولين العرب الذين يتوسطون في وقف إطلاق النار يقولون إنهم تلقوا رسائل باسمه في الأسبوع الماضي.

وقد يساعد انضباطه في استخدام الاتصالات البدائية واختباؤه داخل شبكة الأنفاق المعقدة داخل غزة في إبقائه على قيد الحياة.



إقرأ المزيد