ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟
سكاي نيوز عربية -

في حلقة من برنامج "التاسعة" على قناة سكاي نيوز عربية، حلل الباحث السياسي اللبناني مجد حرب، التداعيات الإستراتيجية لهذا التدخل الإيراني في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.

 إيران تدعم حزب الله: هل تعرقل طهران جهود السلام؟

مجد حرب، الباحث السياسي، أكد في بداية النقاش أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم حزب الله وتوجيه سياساته، وهو ما يعكس تأكيد طهران على قدرتها على التأثير على مجريات الأحداث في لبنان.

وأضاف حرب: "إيران ترى أن أي اتفاق بين لبنان وإسرائيل قد يكون ضارًا بمصالحها، خصوصًا إذا كانت تؤدي إلى تقييد حركة حزب الله في الساحة اللبنانية."

وأوضح أن طهران لا ترغب في أن يشهد لبنان استقرارًا يمكن أن يؤدي إلى تقليص نفوذ حزب الله في المنطقة، وهو ما يبرر تصرفات إيران في تعطيل هذه المفاوضات.

إيران تدافع عن قدرات حزب الله: الحفاظ على التوازن العسكري

حرب أضاف أن إيران تعتبر سلاح حزب الله جزءًا من إستراتيجيتها الإقليمية، وأن أي محاولة لتقييد أو تحجيم هذا السلاح قد تعتبر تهديدًا لمصالح طهران.

وقال: "إيران مصرة على الحفاظ على قدرات حزب الله العسكرية في لبنان، وتعتبر أن هذا السلاح جزء أساسي من المقاومة ضد إسرائيل، وهو جزء من مشروعها الإقليمي في المنطقة".

في ذات السياق، أكد أن طهران تدافع عن القرار 1701، ولكنها ترى أن أي إضافة عليه قد يصب في مصلحة إسرائيل.

المفاوضات اللبنانية: هل تمثل الحكومة اللبنانية الشعب بأسره؟

رأى حرب أن الدولة اللبنانية، في ظل وجود حزب الله في السلطة، لم تتحرك بشكل فعال لوقف القتال أو لاستعادة قرار السلم والحرب.

وأضاف: "الدولة اللبنانية اليوم لا تمثل الشعب اللبناني بالكامل، خاصة في ظل الهيمنة المستمرة من حزب الله على الحكومة والمفاوضات".

واعتبر حرب أن هذه المفاوضات لا تعكس موقف الدولة اللبنانية بشكل كامل، بل هي في الغالب محكومة بإرادة حزب الله، وهو ما يعقد الحلول السياسية.

الجهود الغربية: هل سيكون هناك تدخل دولي لوقف التصعيد؟

فيما يتعلق بالدور الغربي في أزمة لبنان، أشار حرب إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يسعيان لتحقيق تسوية سلمية، لكن إيران تحول دون حدوث تقدم كبير.

وقال: "الدور الأمريكي يتمثل في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي يمكن أن يوقف التصعيد، لكن إيران لا تريد أن يكون هذا الحل على حساب مصالحها في لبنان".

وأضاف أن المجتمع الدولي يسعى لضمان عودة المدنيين إلى منازلهم، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد على موقف حزب الله وإيران.

إيران وسوريا: التحالفات التي تعزز موقف حزب الله

كما تطرق النقاش إلى دور إيران وسوريا في تعزيز موقف حزب الله في لبنان. حرب أشار إلى أن إيران وسوريا تعدان الحليفين الرئيسيين لحزب الله في المنطقة، ويقدمان الدعم العسكري والمالي للحزب.

وقال: "إيران تسعى إلى تكريس وجودها العسكري والسياسي في لبنان من خلال حزب الله، وهو ما يعزز موقفها في مواجهة إسرائيل والدول الغربية".

وأضاف أن أي تسوية سياسية قد تضر بمصالح إيران في المنطقة، مما يجعلها تستمر في دعم الحزب بأقصى ما تستطيع.

مستقبل لبنان في ظل الانقسام السياسي

وأكد حرب مختتماً نقاشه أن لبنان يعيش في حالة انقسام سياسي حادة بسبب تأثير حزب الله وإيران على القرارات الوطنية.

وأضاف: "لبنان بحاجة إلى استعادة سيادته وقرارته بعيدًا عن النفوذ الإيراني، وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فإننا سنواجه المزيد من التصعيد الداخلي والخارجي".



إقرأ المزيد