على خطى تطورات سوريا.. ما سر تحركات إسرائيل؟
سكاي نيوز عربية -

هذا التقرير يتناول أبرز المواقف والتحليلات المرتبطة بالوضع الراهن، مستعينًا بآراء خبراء ومحللين سياسيين.

توسعت العمليات الإسرائيلية مؤخرًا لتشمل مواقع استراتيجية في دمشق، وتوجّهت تحذيرات لسكان القرى في الجنوب السوري بعدم الخروج من منازلهم.

وهنا يرى الباحث في مركز الإمارات للسياسات، محمد الزغول، أن "التخوف الإسرائيلي من ظهور كيان سياسي معادٍ على حدودها دفعها إلى اتخاذ خطوات احترازية".

كما أشار إلى أن إسرائيل تستغل ضعف حزب الله وإيران لتعزيز وجودها في المنطقة، معتبرا أن تركيا أصبحت "اللاعب الإقليمي الرئيسي" بالتنسيق مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

أما عضو الكنيست السابق ورئيس معهد إميل توما للدراسات، عصام مخول، فيؤكد أن "إسرائيل تسعى لاستخدام سوريا كمنصة لتعزيز قربها من إيران"، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية جزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تسعى لتحقيق تغيير جذري في الشرق الأوسط، بالتعاون مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في إقامة علاقات حسن جوار مع سوريا، يشير الأكاديمي السوري محمد حبش إلى "تناقض واضح في التصريحات الإسرائيلية".

فبينما تدعو إسرائيل إلى تحسين العلاقات، تستمر في عمليات القصف واحتلال أراضٍ سورية.

وأضاف حبش أن "إسرائيل تستهدف عبر عملياتها الوجود الإيراني، الذي أصبح ضعيفًا وغير مؤثر، بينما تواصل الحكومة السورية محاولات الحفاظ على وجودها في ظل الضغوط الدولية".

يرى الزغول أن سوريا تواجه تحديات كبيرة تتعلق بإعادة الإعمار واستعادة علاقاتها الدولية. وأكد على وجود ثلاث محظورات تعيق اندماج سوريا في المنطقة والعالم:

  • التحول إلى دولة دينية.
  • عودة الاستبداد.
  • استمرار فوضى السلاح والميليشيات.

وأشار حبش إلى ضرورة بناء دولة مدنية توافقية تضم جميع مكونات الشعب السوري، مع الحفاظ على الجيش كخط أحمر لضمان الاستقرار. في حين حذّر مخول من أن "ترك سوريا الجديدة كما حدث في العراق عام 2003 سيجعلها عبئًا أمنيًا واقتصاديًا على المنطقة".

البدائل الممكنة

يوضح الخبراء أن السيناريوهات المستقبلية تعتمد على قبول النظام السوري بحل سياسي شامل. يرى الزغول أن "توقف العمليات العسكرية مرتبط بقبول النظام السوري بالتغيير"، بينما يعتقد مخول أن "إسرائيل لا تريد أن تظل مراقبة للأحداث، بل تسعى لأن تكون فاعلًا رئيسيًا في رسم مستقبل سوريا".

أما بالنسبة للدور التركي، فقد أكد الزغول أن تركيا تسعى لملء الفراغ الذي تركته إيران وحزب الله، من خلال دعم ميليشيات وتنسيق مع قوى إقليمية ودولية.

يبدو أن الوضع في سوريا لا يزال معقدًا، مع استمرار إسرائيل في تنفيذ استراتيجياتها العسكرية والسياسية لتحقيق أهدافها الإقليمية.

وبينما تواجه سوريا تحديات داخلية وخارجية هائلة، يبقى الحل مرهونًا بتضافر الجهود الدولية والإقليمية لدعم بناء دولة موحدة ومستقرة، مع ضرورة مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يفاقم من معاناة الشعب السوري.



إقرأ المزيد