سكاي نيوز عربية - 7/3/2025 1:08:04 PM - GMT (+2 )

فقد شارك بن بيه في اجتماع نوعي دعا إليه النائب ديفيد سميث، عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال والمبعوث الخاص للمملكة المتحدة لحرية الدين أو المعتقد، بحضور كل من نيافة جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري ورئيس الكنيسة الأنجليكانية، واللورد رَسَلْ رُوك، لورد ومبلندن ورئيس مؤسسة Good Faith Partnership. وناقش اللقاء أهمية توحيد الجهود الدولية لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف وتعزيز التفاهم بين أتباع الديانات والثقافات.
وأكد الشيخ المحفوظ بن بيه، في تصريح له عقب اللقاء، أن هذه المبادرة تعكس التزامًا مشتركًا بين الإمارات والمملكة المتحدة في حماية الكرامة الإنسانية وتعزيز الحريات الدينية، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء يندرج ضمن جهود منتدى أبوظبي للسلم الرامية إلى بناء تحالفات فكرية ومؤسسية تُسهم في إشاعة ثقافة الحوار والسلام، بالتنسيق مع شركاء دوليين من بينهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والفاتيكان.
كما شدد على أن "مكافحة خطاب الكراهية تمثل ضرورة أخلاقية واستراتيجية، لأن أولَ الحربِ كلام، وخطاب الكراهية هو الطريق الممهد للتطرف والعنف"، داعيًا إلى تبني نهج معرفي وأخلاقي يقوم على احترام الآخر وتحويل القيم المشتركة إلى سياسات فاعلة ومبادرات مؤثرة.
وعبّر عن تقديره لروح التفاهم التي طغت على اللقاء، وما حمله من آفاق تعاون واعدة تعزز من مكانة الدين كرافعة للقيم المشتركة وبناء الثقة بين الشعوب.
من جهته، أشاد النائب ديفيد سميث بالدور الريادي لدولة الإمارات ومنتدى أبوظبي للسلم في ترسيخ الحوار بين الأديان، مؤكدًا أن تعزيز هذا النوع من المبادرات بات ضرورة ملحّة في ظل ما يشهده العالم من توترات. وأعرب عن تطلّع حكومة المملكة المتحدة إلى تعميق شراكاتها مع دولة الإمارات في هذا المجال الحيوي.
وفي السياق ذاته، التقى الشيخ المحفوظ بن بيه مع اللورد خان، وزير الشؤون الدينية في حكومة المملكة المتحدة، حيث تناول اللقاء آفاق تعزيز العلاقات المؤسسية بين المنتدى والحكومة البريطانية. واستعرض الطرفان التعاون المستمر بين المنتدى والقادة المسلمين في المملكة المتحدة في مجالات مكافحة التطرف، وترسيخ مبدأ المواطنة الشاملة، ودعم حرية المعتقد، وتنمية المهارات القيادية.
وخلال اللقاء، جدّد التأكيد على أن التصدي لخطاب الكراهية لا يقل أهمية عن مواجهة العنف المادي، مشددًا على أن الوقاية تبدأ من الكلمة، وأن صناعة السلام تمر عبر الوعي والتربية والخطاب المسؤول.
وقال عقب اللقاء: "تشرّفت بلقاء الوزير خان، وبحثنا رؤيتنا المشتركة لبريطانيا التي يزدهر فيها المسلمون البريطانيون، ويسهمون في الحياة العامة، انسجامًا مع مبدأ المواطنة الشاملة، الذي يكرّس التلاقي بين الانتماء الديني والانتماء الوطني".
وأضاف: "أعرب الوزير عن تقديره لجهود المنتدى في دعم السلم الأهلي وتعزيز التماسك الوطني، ونتطلع إلى إطلاق مبادرات جديدة تُعزز من دور المنتدى كمصدر للقيادة الفكرية الإسلامية في المملكة المتحدة وأوروبا، بالشراكة مع وزارة الأديان البريطانية".
تجدر الإشارة إلى أن هذه اللقاءات تأتي في سياق الرؤية الإماراتية الداعية إلى بناء تحالفات حضارية وإنسانية عالمية تُسهم في تحقيق الاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة التي تهدد السلم العالمي، وتُرسخ لمستقبل يرتكز على قيم التفاهم، والتعايش، والاحترام المتبادل بين الأمم والثقافات.
إقرأ المزيد