وكالة شمس نيوز - 6/17/2025 12:48:21 PM - GMT (+2 )

شمس نيوز -وكالات
في الوقت الذي اندلع فيه العدوان الإسرائيلي على إيران، بدأت تصدر أصوات إسرائيلية تنادي بضرورة تسوية ملف غزة من أجل التفرغ للملف الأكبر، على حد تعبيرهم، ليس من الناحية العسكرية العملياتية فقط، ولكن من النواحي السياسية والدبلوماسية أيضاً، بعد أن بات جيش الاحتلال يصنّف غزة بأنها جبهة ثانوية، أمام الجبهة الرئيسية في إيران، كما أنها لم تعد تستهلك منه إمكانيات وقدرات كبيرة بعدما تركّز العمل بسلاح الجو على شكل ضربات متقطعة.
مباغتة طهران يمكن لها أن تغسل عار مفاجأة الطوفانيعتقد أصحاب هذه الدعوات من الإسرائيليين أن إنهاء حرب غزة من شأنه أن يمنح إسرائيل مزيداً من الفضاء السياسي والدبلوماسي حول العالم، وربما مع الدول العربية، خاصة في منطقة الخليج، لإحكام الخناق على إيران، في مرحلة ما بعد الحرب، لاسيما تشديد العقوبات الاقتصادية، وزيادة العزلة السياسية، فضلاً عن كون الضربة الافتتاحية ضد إيران، ربما تكون "غسلت" عار مفاجأة حماس لإسرائيل يوم الطوفان، وبالتالي يستطيع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يخاطب جمهوره الداخلي بخطاب المنتصر، بعد أن بقيت اتهامات الفشل والإخفاق تلاحقه منذ قرابة عشرين شهراً.
كان من بين هؤلاء ميخائيل ميليشتاين، الرئيس السابق للشعبة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، الذي نشر مقالاً مطولاً في صحيفة يديعوت أحرونوت، تحدث فيه عن احتمالية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما منح الضوء الأخضر لنتنياهو لمهاجمة إيران مقابل تعهده بإنهاء حرب غزة، وصولاً لإعلانه تحقيق الانتصار الكامل على المحور المعادي، لاسيما وأنه بقي يردّد طيلة شهور الحرب أنه يقاتل على سبعة جبهات: قطاع غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن، العراق، وإيران، والآن قد يكون بإمكانه ادّعاء تحقيق النصر فيها، في حال بقيت الردود الإيرانية على المستوى القائم حالياً.
في الوقت ذاته، تأمّلت محافل إسرائيلية أن يسهم الضغط العسكري الجاري على إيران، واحتمالية انضمام الولايات المتحدة للحملة، رغم أنه مستبعد حالياً، في أن تمارس طهران ضغطها هي الأخرى على حماس للمُضيّ قدما بتقديم مزيد من التنازلات لإبرام صفقة التبادل، وصولا لإنهاء الحرب.
يأتي هذا بعد أن اتهمت إسرائيل إيران في الفترة الماضية بأنها تدفع حماس لاتخاذ مواقف متشددة في مفاوضات الصفقة، لكنها اليوم تقدر أن شعور طهران بأن "السكين على عنقها"، على حد تعبير بعض الإسرائيليين، قد يدفعها لاستخدام كل أوراقها، بما فيها نفوذها لدى حماس لإبداء مزيد من المرونة بمواقفها، للنجاة بنفسها، وحفظ نظامها من السقوط، ولعل مثل هذه الحيثيات يتم بحثها حالياً في المفاوضات الجارية خلف الكواليس، دون الإعلان عنها.
مع العلم أن الأوساط الإسرائيلية اعتبرت منذ الساعات الأولى للهجوم على إيران أنه يعكس الدروس المستفادة من "كارثة" السابع من أكتوبر، بالتركيز على أخذ زمام المبادرة، واتباع عنصري المفاجأة والخداع، من الناحيتين العملياتية والاستراتيجية، بعد أن افتتحت حماس الحرب في غزة بهجوم مفاجئ مؤلم، كشف عن فشل استخباري عميق، وتسبب باستمرار الحرب لنحو عشرين شهراً دون تحقيق "نصر كامل".
تركيز الجهود العسكرية نحو إيران ونقل قوات من غزة إلى الشمالوفي ظل أن الحملة الاسرائيلية ضد إيران بدأت للتوّ، ومن غير الواضح متى وكيف ستنتهي، فإنها تؤكد أن إسرائيل ستحتاج لمزيد من الدعم الدولي، وليس فقط من ترامب، والاستقرار في علاقاتها الإقليمية التي تشعر بالقلق بشأن استقرار المنطقة، وأسعار أسواق النفط، مما يتطلب التركيز على إيران، وإعطاء الأولوية الثانوية للساحات التي لا تحقق فيها إنجازات في هذه المرحلة، بل وتتسبب في أضرار ومضاعفات، وفي مقدمتها غزة، ولذلك فإن الإنجاز الذي يجسده الهجوم الاسرائيلي الحالي على إيران، ليس إزالة تهديدها النووي فحسب، وفق التوصيف الاسرائيلي، بل أيضاً إمكانية التوقيع على طي صفحة جبهة تشير اتجاهاتها العامة حالياً إلى ضررها أكبر من نفعها، وهي غزة.
لا ينفكّ الإسرائيليون في اليومين الأخيرين عن التأكيد أنهم سيكونون أمام حرب طويلة وصعبة ضد إيران، وأن التهديد الموجه للجبهة الداخلية سيواصل الخطر، مما يتطلب سياسة رصينة وحكيمة، والأهم تركيز الجهود باتجاه الجبهة الشرقية في طهران، الأمر الذي يستدعي التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة، ويعيد كل الرهائن، ويعزز نظاماً بديلاً لحماس هناك، على اعتبار أن المبدأ الأساسي في إدارة الحملات العسكرية هو مبدأ تركيز الجهود.
عدد من الخبراء العسكريين الاسرائيليين، من بينهم داني سيترونيفيتش، الرئيس السابق لقسم إيران بجهاز الاستخبارات العسكرية، عبر مقال له بموقع ويللا، انطلقوا في دعوتهم هذه للاستمرار في تركيز المواجهة مع إيران لصالح وقف حرب غزة، تطبيقاً لما رسّخه مُنظّرو الحروب العسكرية الكبيرة مثل المفكر الاستراتيجي البروسي "كارل فون كلاوزفيتس" والسويسري "أنتوني هنري غوميني"، اللذان اعتبرا أن أهم معايير التأثير الحاسم في المواجهات العسكرية الواسعة هو التركيز على جبهة واحدة، وتقليل الموارد المستثمرة في الجبهات الثانوية، حتى يتم كسب الجبهة المركزية، وقد طبّقت إسرائيل هذا المبدأ في حربي يونيو 1967، وأكتوبر 1973، وترى نفسها أنها مدعوّة لأن تفعل الشيء نفسه الآن أيضاً.
تعتبر هذه الدعوات الاسرائيلية أن الحكومة والجيش مطالبان بأن يبذلا كل ما في وسعهما لتوجيه أكبر عدد ممكن من القوات نحو الهدف الرئيسي، وهو تركيز الجهود ضد إيران، مما يستدعي بالضرورة إبرام اتفاق شامل في غزة يوقف الحرب، مع أن مثل هذا الاتفاق كان مطروحاً على الطاولة منذ عدة أشهر، وكان ينبغي اعتماده منذ زمن طويل، لاسيما وأنه لا يوجد أي سبب استراتيجي أو أمني يدعو لاستمرار الحرب فيها، بل إن كل الأسباب في العالم موجودة لإنهائها الآن.
الرغبة الإسرائيلية باستعادة علاقاتها الإقليمية والدولية
يضع الداعون لإنهاء الحرب في غزة اليوم بالتزامن مع تركيز الحرب ضد ايران أربع مزايا حاسمة:
أولا: أن نهاية الحرب في غزة ستسمح للجيش بتحويل قواته إلى الجبهة الشمالية تحسباً لأي طارئ، والدفاع عن الجبهة الداخلية، وإعداد وتدريب القوات للمعركة الطويلة التي تنتظره، مع العلم أن الجيش منهك ومستنزف إلى أقصى حدّ بعد عشرين شهراً من القتال، كما يتم استدعاء قوات الاحتياط للخدمة العسكرية مراراً وتكراراً، كما أن مستودعات الذخيرة بدأت تفرغ، ولذلك يحتاج الجيش: براً وبحراً وجواً لمزيد من الوقت والمساحة لإتمام المهمة الاستثنائية التي تواجهه نحو إيران على النحو الأمثل، أما المهمة "العقيمة" المتمثلة باحتلال غزة، فيجب أن تُدفع جانباً.
مع العلم أنه بينما تخرج هذه السطور الى حيز النشر كشفت أوساط جيش الاحتلال أنه يواصل نقل معدّات قتالية وقوات عسكرية من جبهة غزة الى الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، خشية من انخراط مفاجئ لحزب الله في الحرب، رغم أن المعطيات المتوفرة حتى الآن بالتزامه الصمت، لكن إسرائيل لم تعُد بعد انتكاسة الطوفان تُهمل أي احتمال، ولو كان طفيفاً، فضلاً عن تقدير مفاده باحتمال تسلل مسلحين من الجولان السوري المحتل، سواء مبعوثين من إيران، أو جهود فردية.
ثانيا: أن اتفاق نهائي مع غزة سوف يمهّد الطريق أمام تجديد التعاون مع الدول العربية "المعتدلة"، وهي السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن. صحيح أنها أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران، لكنها ملزمة بذلك، على الأقل إرضاء لجمهورها الداخلي، والأهم اتّقاء شر رد الفعل الإيراني، لكن هذه الدول هي التي ساهمت في صياغة الخطة الخاصة بإنهاء حرب غزة وقد اقترحتها السعودية، ومصر من قبلها، وتتضمن إعادة جميع الرهائن، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وإقامة حكومة فلسطينية برعاية ومساعدة الدول العربية.
ورغم أن هذا هو المخطط الذي رفضه نتنياهو مراراً، لكنه قد يعيد النظر فيه اليوم نظراً للتغيير الاستراتيجي الذي حصل مع إيران، بزعم أن إسرائيل قد تكون بحاجة هذه الدول فيما هي تهاجم إيران، وعلى المدى الأبعد من أجل خلق واقع مستقر في المنطقة، مع أن هذا التعاون سيخلق وضعا أمنيا أفضل بكثير لإسرائيل من مخططات احتلال غزة والحرب الأبدية فيها التي ينادي بها عتاة اليمين الفاشي في حكومتها.
ثالثاً: الآن، وفي مواجهة التحدّي الإيراني، تعترف إسرائيل أنها بحاجة للدعم الدولي أكثر من أي وقت مضى، وهذا الدعم، حتى بين أصدقائها، مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، يتآكل بسبب الصور اليومية للجوع الشديد والقصف العشوائي للمدنيين الفلسطينيين في غزة، لكن نهاية الحرب ستسمح ببدء الطريق الطويل لإعادة بناء الأنقاض هناك، وربما استعادة مكانة إسرائيل الدولية، مع العلم أن حاجتها للمجتمع الدولي ليس فقط من الناحية الدبلوماسية، بل من الناحية الاقتصادية أيضًا، لأنه من المستحيل أن تنجح في حرب طويلة مع إيران بدون اقتصاد قوي.
يتزامن هذا الحديث مع تزايد العقوبات الاقتصادية المفروضة على إسرائيل، أو على الأقل على بعض وزرائها وقطاعاتها، واتخاذ مزيد من قرارات تجميد الشراكات الاقتصادية، لاسيما مع الاتحاد الأوروبي، بسبب استمرار مشاهد القصف الدموي المستمر في غزة.
رابعاً: المسألة الأخلاقية لدى الإسرائيليين التي قد تبدأ في التعافي بعد عودة جميع الرهائن من غزة، وبدون مثل هذا الاتفاق الذي ينص على إنهاء حرب غزة، فلن يتمكن الجنود الذين قد يقعون في أسر أي من حركات المقاومة لاحقاً من معرفة أن الدولة ستضمن إطلاق سراحهم، ولن يتمكن الإسرائيليون الذين يُطلب منهم مرة أخرى تقديم التضحيات من أجل مصلحة الدولة من تصديق "الكليشيهات" والشعارات الفارغة حول الصالح العام، وقد أثبتت حرب غزة أن القيم الأخلاقية لدى الاسرائيليين تضررت بشدة.
حراك ميداني على الأرض يؤكد توجهات إسرائيل بتحييد جبهة غزةإنهاء الحرب في غزة في هذا الوقت الذي تخوض فيه اسرائيل حرباً شرسة مع إيران ليس ثمناً تدفعه لحماس مقابل استعادة رهائنها، بل هو مصلحة أمنية عليا لها، بزعم أن الأهداف الأربعة أعلاه المتمثلة في: تركيز الجهود ضد إيران، واندماج إسرائيل في تحالف إقليمي، واستعادة المكانة الدولية، وإعادة الرهائن لديارهم، كلها أصبحت في متناول اليد، فقط كل ما تحتاجه اسرائيل هو الرغبة بإنهاء الحرب، لأنها مطالبة بأن تفكر فيما هو أبعد من النشوة التي تحققت في الساعات الأولى للهجوم على إيران.
مع العلم أن الهجوم الاسرائيلي على إيران، وبهذه القوة والكثافة، فيما أتى الرد الايراني بذات الحجم والمساحة، كثّل مصدر قلق لدى الفلسطينيين في غزة الذين لم تعد أخبارهم تتصدّر شاشات التلفزة لصالح الحرب الايرانية الإسرائيلية، رغم أن مشاهد الدمار في تل أبيب شكلت مصدر ترحيب فلسطيني، لأنهم ذاقوا ويلات هذا القصف الإسرائيلي على رؤوسهم طيلة أكثر من ستمائة يوم، دون عون أو نصير.
فيما سرت توقعات في أوساط المقاومة الفلسطينية مفادها أن الوسطاء لن يسمحوا بتغييب ملف الحرب على غزة، رغم انشغال العالم بما هو أهم وأخطر، بل إن أوساطاً أخرى لديها أبدت تفاؤلا بإمكانية أن تشهد مفاوضات صفقة التبادل اختراقا جدياً هذه المرة، رغبة من إسرائيل والولايات المتحدة بتحقيق الأهداف الوارد ذكرها أعلاه..
لم تتأخر الأخبار بالوصول، فقد تزامن تصعيد الموقف العسكري بين ايران واسرائيل مع حدوث تطورات لافتة على صعيد مفاوضات صفقة التبادل، وإنهاء الحرب في غزة، بعد جمود نسبي، جاءت على النحو التالي:
– أعلن ترامب عشية الهجوم الاسرائيلي على إيران أنه طلب من نتنياهو خلال اتصال هاتفي إنهاء الحرب في غزة،
– اجتمع نتنياهو مع كبار وزرائه بعد إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات، وهو ما أكده وزير الخارجية غدعون ساعر،
– بينما يواصل نتنياهو إصدار تعليماته باستمرار مهاجمة إيران، فقد صرّح قبل ساعات فقط بأنه أعطى الضوء الأخضر للمُضيّ قدما في مفاوضات صفقة التبادل، بسبب وجود اختراق ما،
– أجرى فريق التفاوض برئاسة الوزير رون ديرمر، تقييمًا للوضع، مع منسق ملف المفقودين والأسرى غال هيرش، وفي وقت لاحق، عُقدت مناقشة أخرى بقيادة نتنياهو،
– زعم مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، أن قضية المختطفين نوقشت في اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية- الكابينيت، الذي عقد ليلة السبت-الأحد،
– عومار دوستري المتحدث باسم نتنياهو، كشف في تصريح قبل ساعات عن صفقة إطلاق سراح الرهائن أننا نأمل أن نتلقى ردًا إيجابيًا من حماس في الأيام المقبلة،
– أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين أنهم تلقوا إخطارات من مسؤولين عرب وآخرين بأن وفدًا إسرائيليًا قد يغادر قريبًا للدوحة، لدفع المحادثات قدمًا، ومحاولة تحقيق تقدم.
حماس معنية باتفاق يوقف الحربمسئول فلسطيني مطلع على مفاوضات وقف الحرب في غزة، أكد أن "قتامة المشهد بين إيران وإسرائيل ليست بالضرورة ستلقي بظلالها السلبية على ملف مفاوضات إنهاء الحرب في غزة، صحيح أن مخاوف سرت في الساعات الأولى لاندلاع هذه المواجهة من تهميش هذا الملف، لكن على العكس من ذلك، فربما تتسبّب في حدوث انفراجة طال انتظارها، رغبة من اسرائيل بتسكين الملفات المشتعلة، وتركيز جهودها العسكرية والسياسية نحو إيران، دون التأكد بعد من مدى جديتها في مزاعم الساعات الأخيرة عن موافقتها على المقترح المعدل لـ"ستيف ويتكوف" مبعوث ترامب الى الشرق الأوسط".
وأضاف أن "هناك آمال جدية نعقدها على إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار، إن لم يكن شاملاً وفورياً، فعلى الأقل نحصل على ضمانات أمريكية واضحة بالمضي قدماً خلال شهري التهدئة لإنجاز الوقف النهائي للحرب، ولعل ذلك يكون مدعاة لوقف الحرب الدائرة أيضاً بين إيران وإسرائيل انطلاقاً من وقف تدهور الوضع الأمني في المنطقة عموماً، التي باتت تقف على شفا حافة الانهيار".
ونوّه المسؤول الفلسطيني إلى نقطة جوهرية تتمثل في أن "ترحيب حماس بالضربات الإيرانية على إسرائيل، باعتباره تجسيداً لسياسة توحيد الجبهات، إلا إن تفكيك الملفات العالقة، واحداً تلو الآخر، لن يمسّ عصب علاقتها بطهران، فقد سبق حماس في ذلك حزب الله بموافقته على اتفاق وقف إطلاق نار انفرادي مع إسرائيل، بعدما حلّ به الانتكاسة غير المسبوقة، ولم تؤاخذه حماس في ذلك، رغم أنها تأمّلت باستكمال مساندته لها، لكن يبقى أهل مكة أدرى بشعابها".
وختم بالقول أنه "في حال انطلقت عجلة المفاوضات من جديد في الدوحة لإبرام صفقة تبادل تمهيدا لوقف إطلاق النار في غزة، فمن المتوقع أن تكون حماس معنية بإنجازها اليوم قبل غدا، نظرا للتطورات الصعبة التي شهدتها غزة في الأسابيع الأخيرة، واتساع رقعة المجاعة فيها، دون أن يؤثر ذلك على استمرار علاقاتها بإيران في أفضل ظروفها".
تقديرات إسرائيلية عديدة ذكرت أن نتنياهو اليوم يشعر بأنه في أفضل ظروفه السياسية والحزبية، وقد أقدم على ما لم يقدم عليه أي رئيس حكومة قبله، فيما يتعلق بمهاجمة إيران، مما قد يجعله قادراً على إعلان "النصر المطلق" الذي رافقه طوال أشهر الحرب على غزة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنه بهجومه على إيران بهذه القوة والشراسة سيستطيع ترويض شركائه اليمنيين الذين دأبوا على ابتزازه لعدم الذهاب إلى صفقة تبادل مع حماس تُعبّد الطريق نحو إنهاء الحرب بصورة كاملة.
إقرأ المزيد