غازي حمد يكشف تفاصيل استهداف الوفد المفاوض في قطر
وكالة شمس نيوز -

شمس نيوز -

كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، غازي حمد، عن تفاصيل استهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوفد الحركة المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي.

ووصف "حمد" في تصريحات صحفية لقناة الجزيرة، يوم الأربعاء، الاستهداف بـ"المروِّع"، مبيناً أن "إسرائيل" استهدفت الوفد بصواريخ متتالية تجاوزت 12 صاروخاً خلال أقل من دقيقة.

وفي التفاصيل، أوضح "حمد": كُنا في اجتماعٍ، نحن الوفد المفاوض وبعض المستشارين، وخلال أقل من ساعة على بدء دراسة المقترح الأمريكي الذي تسلمناه، سمعنا صوت الانفجارات المدوية".

وتابع: "خرجنا فورًا من المكان؛ لأننا عرفنا منذ البداية أن الانفجارات هي قصف إسرائيلي، مضيفاً: "استطعنا أن ننجو سريعًا"، واصفاً الوضع حينها بـ"المروِّع".

وفي سياق حديثه، قال عضو المكتب السياسي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث بلسان الإسرائيليين ويدعم قتل الفلسطينيين.

وأكد أن أمريكا "ليس لديها مصداقية"، مبيناً أنها "لا تحترم كلمتها" بينما تغير وتبدل في بنود مقترحات الاتفاق عند تواصلهم مع الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد أن الأمريكان متواطئون في استمرار الإبادة، لافتاً إلى أنهم "سلّموا المقترح وعندما ناقشته حماس، ترامب أعطى لهم موافقة بقصف وفد حماس في قطر".

ورداً على تهديدات "ترامب"، قال "حمد" "لا نخشى تهديدات ترامب بفتح الجحيم، ولا نقبل أن نتلقى تعليمات منه بالتعامل مع أسرى العدو، ونحن نتعامل مع الأسرى وفق قيمنا وديننا، أن "نتنياهو" هو الذي يقتل أسراه في قطاع غزة، جراء العدوان الذي يشنه على القطاع".

وتابع:" مَن يريد تخليص الأسرى عليه أن يأمر نتنياهو بإبرام صفقة تبادل ويوقف الحرب".

وأشار عضو المكتب السياسي، إلى أن حديث "نتنياهو" عن تغيير وجه الشرق الأوسط، يتطلب موقفا عربياً.

وقال القيادي في حركة "حماس"، إن أهداف الاحتلال الإسرائيلي من العدوان على قطاع غزة كانت واضحة منذ البداية، مشيرًا إلى أنها تشمل "الاستمرار في الحرب والتدمير والتهجير وارتكاب المجازر"، إلى جانب "الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

وأوضح أن الحركة لم تكن تستبعد تنفيذ الاحتلال عملية اقتحام واسعة للقطاع، مشيرًا إلى أن ما يجري حاليًا من مجازر وعمليات قتل وتدمير ممنهجة يؤكد ذلك.

وأضاف أن "هناك مخططًا إسرائيليًا واضحًا للقضاء على كل معالم الحياة في غزة"، مؤكدًا أن الأهداف الإسرائيلية "دموية ووحشية، وتُنفذ دون حدود"، وتشمل قتل المدنيين وتدمير المنشآت السكنية.

وأكد أن الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية يواجهون "تحديًا كبيرًا في التصدي لهذا العدوان"، الذي وصفه بـ"الهمجي والبربري"، معتبراً أن ما يجري "لا يستهدف غزة وحدها، بل الكرامة والأمن العربيين بشكل عام".

وتطرق حمد إلى قصف الدوحة مؤخرًا، واعتبره "رسالة واضحة" بأن كل العواصم العربية قد تكون عرضة للاستهداف، قائلاً: "القاهرة وأبو ظبي والرياض وعمان وبغداد.. كلها مستهدفة أمام هذا الانفلات الجنوني والتعطش للدماء".

وانتقد القيادي في حماس ما وصفه بـ"الدعم الأمريكي المتواطئ مع الاحتلال"، مشددًا على ضرورة اتخاذ "موقف عربي يتجاوز حدود الإدانة والاستنكار، ويتحمل المسؤولية في مواجهة ما يجري".

وأضاف: "نحن أمام امتحان لكرامة ووحدة وأمن الأمة العربية والإسلامية"، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة في المنطقة، في ظل تصريحات إسرائيلية عن "تغيير وجه الشرق الأوسط" وفرض ما تُسمى بـ"إسرائيل الكبرى".

وقال إن الشعب الفلسطيني "يقاوم ويصمد ويقدم تضحيات كبيرة"، لكنه شدد على أن ذلك "لا يكفي"، داعيًا إلى "خطوات عملية عربية وإسلامية ودولية للجم العدوان ووقف ما وصفه بالغطرسة والبلطجة الإسرائيلية".

وقال إن تجربة الحركة مع الإدارة الأمريكية كوسيط خلال المحادثات بشأن غزة كانت "تجربة مريرة"، مشيرًا إلى أن الحركة تعاطت مع عدة مقترحات، خصوصًا عبر المبعوث الأمريكي ويتكوف، لكن دون نتائج حقيقية.

وأوضح حمد أن الإدارة الأمريكية ارتكبت "خطأين كبيرين"، أولهما "غياب المصداقية"، حيث كانت تطرح مقترحات ثم تتراجع عنها لاحقًا، مضيفًا أن واشنطن "متواطئة بالكامل مع الجانب الإسرائيلي وتتبنى سياساته خلال العدوان على قطاع غزة".

وتابع: "أما الخطأ الثاني، فتمثل في حادثة تلقي الإخوة في قطر لمقترح أمريكي خلال الليل، وفي الصباح خرج ترامب ليقول للإسرائيليين: اذهبوا واقتلوا الوفد المفاوض داخل دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة"، معتبرًا أن هذا السلوك "يفقد الإدارة الأمريكية أي قدرة على لعب دور الوسيط".

وانتقد حمد بشدة الموقف الأمريكي من المفاوضات، مشيرًا إلى أن "ترامب يتحدث يوميًا بلسان إسرائيلي، ويتبنى روايته بالكامل، ويدعم الإبادة الجماعية"، مضيفًا: "كل من يزعم أن ترامب معني بوقف الحرب، يضلل الرأي العام".

وأضاف: "الولايات المتحدة لم تعد تملك أي مصداقية أمام العالم أو حتى أمام العرب، بل حكمت على نفسها بالتواطؤ الكامل مع الاحتلال في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين".

وفي ما يتعلق بملف الأسرى، قال حمد: "نحن لا نخشى تهديدات ترامب، ونتعامل مع الأسرى وفق قيمنا وأخلاقنا، وقد شهد العالم أن حركة حماس التزمت بالضوابط الشرعية رغم المجازر المرتكبة بحق شعبنا"، مؤكدًا أن "من يعرّض الرهائن للخطر هو الاحتلال، وليس المقاومة".

وتابع: "ترامب يقف دائمًا في الجانب الخطأ من التاريخ ومن الحقيقة. كان الأجدر به أن يضغط على حكومة الاحتلال لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل، بدلاً من تحميل حماس المسؤولية عن استمرارها، في معادلة مغلوطة وغير عادلة".



إقرأ المزيد