شبكة قدس الإخبارية - 10/30/2025 9:58:19 PM - GMT (+2 )
 
                
            
             ترجمة خاصة - شبكة قُدس: اعتبر يسرائيل زيف، رئيس قسم العمليات السابق في جيش الاحتلال، أن الخلل البنيوي الذي وسم سلوك “إسرائيل” خلال الحرب الأخيرة بلغ ذروته عند نهايتها غير المكتملة على جميع الجبهات، مؤكدًا أن حكومة الاحتلال خاضت الحرب دون أي رؤية استراتيجية، وتواصل اليوم إدارتها للأوضاع بلا تخطيط حقيقي للمستقبل، عبر قرارات مرتجلة وحسابات سياسية خالصة تتناقض مع مقتضيات الأمن القومي الإسرائيلي.
ويرى زيف أن ما يجري في غزة ليس سوى انعكاس لما حدث في كل جبهة من جبهات الحرب، إذ لم تُختتم أي جبهة بمسار سياسي مبادر أو مخطط مسبقًا، بل فُرضت جميعها من قبل الولايات المتحدة فوق رؤوس الإسرائيليين. ففي لبنان، فُرض اتفاق أميركي، ولولا قيام حكومة هناك تحمل أجندة مناوئة لحزب الله لما وُجد ما يبعث الأمل بإمكانية التغيير. أما في إيران، فقد أملى الأميركيون نهاية الهجوم من دون أي تسوية سياسية مرافقة، بما أتاح لطهران استعادة قدراتها بهدوء ومن دون ثمن فعلي.
وفي اليمن، بينما كانت المسؤولية موضوعة على كاهل الأميركيين، لم يتمالك وزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسيهما، فسارعا إلى تنفيذ تهديداتهما وشنّا هجومًا أعاد – بحسب تعبير زيف – “القرد إلى أكتاف إسرائيل”، ما أتاح للولايات المتحدة الانسحاب وترك “إسرائيل” وحدها في مواجهة تبعات عمليات متواصلة بلا نهاية واضحة. أما في الساحة السورية، التي تهاوت من تلقاء نفسها، فقد فشلت “إسرائيل” في بناء تحالف مضاد لتركيا، ليبقى التخبط الداخلي السوري مصدر تهديد مرشح للارتداد مجددًا على حدود فلسطين المحتلة.
وفي ما يتعلق بقطاع غزة، يؤكد زيف أن نتنياهو لم يكن ينوي إنهاء الحرب أصلًا، إذ توقفت بفعل “فرملة طارئة” فرضها دونالد ترامب. ومع ذلك، لم يتردد نتنياهو في تجميل الصورة والادعاء بأن الأمر كان مخططًا له مسبقًا. والأوضح من هذا كله أن عامين كاملين لم يكفيا لوضع خطة لـ“اليوم التالي” الذي سقطت فيه “إسرائيل” على حين غرّة. وبهذا، يرى زيف أن نتنياهو “يعيد غزة إلى ما قبل السابع من أكتوبر، أي إلى السادس منه تحديدًا”.
ويضيف زيف أن “إسرائيل” اليوم في فخ سياسي عميق، فنتنياهو – برأيه – سيكون سعيدًا بالعودة إلى الحرب لأنها تمنحه راحة سياسية وتنعش قاعدته اليمينية المتعطشة لـ“النصر المطلق” الذي وُعِدت به ضمن سردية “الحرب الدائمة”. لذلك لا مصلحة لديه في إنجاح الاتفاق القائم، وسيواصل رفض أي قوة مقترحة للدخول إلى غزة من دون أن يطرح بديلاً. ويرى زيف أن هذا النقاش سيفقد أهميته قريبًا، لأن حركة حماس ستكون قد استعادت قوتها إلى درجة لن تسمح فيها لأي جهة محلية أو دولية بالتموضع في القطاع، لتعود غزة تدريجيًا إلى ما قبل الحرب ولكن بشروط سياسية محسّنة لصالح حماس.
ويعتبر زيف أن “الخيار العملي الأخير” أمام حكومة الاحتلال هو السلطة الفلسطينية، التي “لا تستحق جائزة”، كما يقول، لكنها الجهة الوحيدة التي تكن عداءً لحماس أكبر من عدائها لـ“إسرائيل”، وربما تكون – بدعم من مصر والأردن – الطرف القادر على تولي إدارة غزة مستقبلاً بطريقة أفضل من الفوضى الحالية.
ومع ذلك، يؤكد زيف أن جميع حسابات نتنياهو سياسية بحتة، لا تمت بصلة إلى حسابات الأمن القومي، الأمر الذي يجعل احتمال اتخاذ القرار الصحيح شبه معدوم. وهكذا، بحسب تعبيره، “يوشك القوس الذي بدأ بفشل 7 أكتوبر أن يُغلق بفشل سياسي وأمني جديد بعد عامين كاملين من الحرب”.
إقرأ المزيد

 
                            
                    



