اختتم وفد رفيع المستوى من الشرطة المدنية الفلسطينية زيارة تعليمية ورسمية إلى دولة قطر، والتي جرت خلال الفترة ما بين 16 و20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، بدعم من برنامج سواسية المشترك من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

هدفت الزيارة إلى تعزيز القدرات المؤسسية للشرطة الفلسطينية، وتطوير آليات المساءلة، ودعم نظم التحقيق وإدارة البيانات، بما ينسجم مع مبادئ سيادة القانون والنهج القائم على حقوق الإنسان في العمل الشرطي.

وضم الوفد مسؤولين كبار من وحدات التخطيط والتدريب، الأمن الداخلي، الشرطة القضائية، والتحقيق في الجرائم الإلكترونية. وقد عقدت خلالها سلسلة من الاجتماعات الميدانية والمهنية مع عدد من المؤسسات الأمنية والعدلية القطرية، مما أتاح فرصة واسعة للاطلاع على الأساليب المتقدمة في مجالات المساءلة الشرطية، إدارة الشكاوى، الإجراءات التحقيقية، والأرشفة الرقمية، إضافة إلى تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في العمل الشرطي.

وخلال الزيارة، اطلع الوفد الفلسطيني على التجربة القطرية في إدارة الملفات القضائية، وربط الأنظمة الإلكترونية بين الشرطة والنيابة العامة والقضاء، وتطوير منظومات الإحصاء والأرشفة الإلكترونية. كما تم استعراض الأطر الوطنية المتعلقة بالتخطيط الشرطي الاستراتيجي، إدارة الأزمات، واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الأمنية. وشكّل البعد الحقوقي محوراً رئيسياً في النقاشات، بما في ذلك آليات استقبال الشكاوى، منظومات النزاهة الداخلية، والتنسيق مع مؤسسات الرقابة والعدالة.

وشمل البرنامج زيارات ميدانية لعدد من الإدارات المتخصصة، بما فيها: إدارة تنفيذ الأحكام، إدارة أمن الريان، إدارة شرطة النجدة (الفزعة)، إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والإلكترونية، مركز القيادة الوطني، وإدارة حقوق الإنسان. كما قام الوفد بزيارة أكاديمية الشرطة للاطلاع على المناهج التدريبية، برامج إعداد القادة، أنظمة المحاكاة، وفرص التعاون الأكاديمي والتدريبي المستقبلي. وقد وفرت الاجتماعات مع المجلس الأعلى للقضاء والنيابة العامة نظرة معمقة على التنسيق بين الشرطة والجهات القضائية، ورقمنة المذكرات والملفات، وآليات التحليل الإجرائي المشترك.

كما زار الوفد مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدوحة والسفارة الفلسطينية، حيث أبدى الجانبان اهتماماً كبيراً بدعم الشراكة المتنامية بين الطرفين والمساهمة في تسهيل وضع مذكرة تفاهم بين الشرطة الفلسطينية والشرطة القطرية.

وفي هذا السياق علق العميد إياد شتية – مساعد مدير عام الشرطة للتخطيط والتدريب "إن الاستفادة من التجربة الرائدة لدولة قطر تحمل أهمية كبيرة، كونها قائمة على تخطيط متين ومدروس. ونأمل أن تُترجم هذه التجربة عملياً من خلال توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الشرطة القطرية والشرطة الفلسطينية. وتلعب الأمم المتحدة، من خلال برنامج سواسية في فلسطين، دوراً محورياً في تعزيز قدرات الشرطة الفلسطينية في مختلف المجالات. ونتطلع إلى استمرار دعم البرنامج لتعزيز قدرة الشرطة الفلسطينية على مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه فلسطين".

واختُتمت الزيارة بالاتفاق على بحث وضع مذكرة تفاهم رسمية بين الشرطة المدنية الفلسطينية ونظيراتها القطرية، تشمل مجالات التدريب المشترك، التطوير المؤسسي، حوكمة البيانات، تبادل الخبرات، وآليات متابعة منظمة لضمان استمرارية التعاون.

وخلال الأشهر المقبلة، ستعمل الشرطة المدنية الفلسطينية، بدعم من برنامج سواسية، على إعداد تقرير شامل يتضمن أفضل الممارسات المستفادة والتوصيات القابلة للتطبيق وأولويات التطوير في السياق الفلسطيني. كما سيتم إنشاء آلية متابعة مشتركة لضمان استمرارية التواصل وتنفيذ مخرجات الزيارة والتخطيط لزيارات تبادلية مستقبلية.

وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الأوسع لبرنامج سواسية المشترك لدعم قطاع العدالة وضمان التكاملية بين كامل اطرافه بما في ذلك الشرطة، وتعزيز المساءلة والامتثال لمعايير حقوق الإنسان، وتطوير التعاون الإقليمي بما يسهم في تعزيز الوصول إلى العدالة لجميع الفلسطينيين.