المرحلة الثانية... بين الإعلان والتنفيذ
شبكة راية الإعلامية -

الكاتب: رأي المسار

وعد الرئيس ترمب بأن يُعلن عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرته بشأن غزة، مع بداية العام الجديد، وهذا أسهل ما في العملية كلها.

يعلّق المراقبون أهمية تكاد تكون حاسمةً على اللقاء المقرر أن يتم في فلوريدا بين ترمب ونتنياهو، إذ دون إذعان الأخير للترتيبات الأمريكية المتعلقة بالمرحلة الثانية، فإن فشلاً محققاً سوف تقع فيه خطة ترمب، وهذا ما يفترض أن لا يسمح به الرئيس الأمريكي الذي لا يملك حتى الآن، أي انجازٍ نوعي في سياسته الخارجية غير إنجاز غزة، المفترض أن يفتح الأبواب أمام تشكيل الشرق الأوسط الجديد وفق رؤية ترمب وتطلعاته!.

معظم مواضيع المرحلة الثانية، إن لم نقل جميعها ما تزال في قبضة إسرائيل، وأهم استحقاقٍ يتعين عليها أن تقدمه هو نبضةٌ جديدةٌ وواسعةٌ من الانسحاب، وعدم الاعتراض على وجود أي دولةٍ في قوة الاستقرار التي تعكف إدارة ترمب على تشكيلها لتتولى مهامها في غزة.

ولقد استبق نتنياهو لقاءه المرتقب والمفترض أن يكون مفصلياً في تنفيذ بنود المرحلة الثانية بإعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عن أن الخط الأصفر سيكون بمثابة الحدود الجديدة مع غزة، وأن البقاء فيه سيستغرق وقتاً طويلاً، إلى جانب مواقف عديدةٍ تتعارض مع الترتيبات الأمريكية بشأن غزة في المرحلة الثانية.

أسهل ما في المرحلة الثانية هو تشكيل مجلس السلام برئاسة دونالد ترمب، ويليه وإن بصعوبة أقل تشكيل القوة المتعددة الجنسيات، وهذا يتطلب لجم نتنياهو عن وضع فيتو على مشاركة تركيا مثلاً إذا ما تقررت مشاركتها في القوة، إلا أن ما يُنذر بصعوباتٍ إضافيةٍ هو مساحة الانسحاب الإسرائيلي المفترض بعد الخط الأصفر، وكذلك الصيغة النهائية التي لم تتبلور بعد لتسليم سلاح حماس، الذي هو شرطٌ أمريكيٌ إسرائيليٌ مشترك، والاختلاف بينهما هو أي سلاحٍ يسلّم وأي سلاحٍ يبقى بيد حامليه، إضافة لمن سيسلم السلاح، وكيف سيتم التصرف به.

المرحلة الثانية توصف عادةً بالأصعب والأكثر تعقيداً، وعندما نصفها بالمفصلية أو الحاسمة فهي إن طُبّقت بحذافيرها تكون الحرب على غزة قد انتهت فعلاً لتبدأ بعدها مسألة المسار السياسي، الذي يصرّ العرب والمسلمون عليه ومن معهم من دول العالم، ذلك استناداً لمبادرة ترمب المعززة بقرار مجلس الأمن وإن لم تنفذ بفعل القدرات الإسرائيلية المشهودة على الإعاقة والتخريب فقد نبقى نراوح في دائرة المرحلة الثانية دون إنجاز مستحقاتها وهذا ما ترغب به إسرائيل وستعمل كل ما تستطيع لحشر الجميع في دائرته المغلقة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.



إقرأ المزيد