خاص| اغتيال رائد سعد ورسائل نتنياهو.. تكريس للمرحلة الأولى وعرقلة وقف الحرب
شبكة راية الإعلامية -

يرى محللون أن اغتيال القائد في كتائب القسام رائد سعد يأتي في سياق سياسة إسرائيلية متعمدة تهدف إلى عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والإبقاء على حالة التصعيد وعدم الاستقرار في قطاع غزة.

وفي حديث خاص لـ"رايــة"، قال الباحث والمحلل السياسي المختص بالشؤون الإسرائيلية عاهد فروان إن حكومة بنيامين نتنياهو ماضية في تكريس المرحلة الأولى من الاتفاق، وتتحجج بعدم تسليم آخر جثة حتى الآن، لتبرير استمرار عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وآخرها عملية اغتيال رائد سعد وعدد من المواطنين.

وأوضح فروان أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال هذه السياسة إلى منع الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تنص بالأساس على انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، والبدء بعملية إعادة الإعمار، وهي استحقاقات لا يرغب نتنياهو في تنفيذها.

وأشار إلى أن الاحتلال يواصل توسيع ما يسميها بـ"المنطقة الصفراء"، التي باتت تسيطر على أكثر من 55% من مساحة قطاع غزة، مع استمرار نهب الأراضي ونسف المنازل والمنشآت داخل هذه المناطق، لافتًا إلى أن هذه المساحة آخذة بالاتساع يومًا بعد يوم.

وأضاف فروان أن نتنياهو لا يلتزم حتى باستحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بإدخال المساعدات والبضائع، وعدم فتح معبر رفح لإخراج الجرحى، ما أدى إلى استشهاد أكثر من ألف جريح نتيجة انهيار المنظومة الصحية بفعل العدوان الإسرائيلي.

وبيّن أن نتنياهو لا يريد أي حالة هدوء أو استقرار في قطاع غزة، لأن ذلك سيفتح عليه ملفات الإخفاقات الأمنية، وعلى رأسها أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إضافة إلى مطالب داخلية متزايدة بتشكيل لجان تحقيق رسمية.

ولفت إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يحاول تحميل مسؤولية هذا الإخفاق للأجهزة الأمنية والجيش والشاباك، مع تجنب تحمّل المسؤولية السياسية المباشرة، في ظل تسريبات متكررة تشير إلى دوره في تلك الإخفاقات.

وحول ما أعلنته قيادة الاحتلال عن تنفيذ عملية الاغتيال دون إبلاغ الإدارة الأمريكية مسبقًا، أوضح فروان أن نتنياهو يحاول استغلال العملية لإظهار استقلالية قراره أمام الرأي العام الإسرائيلي، في ظل اتهامات داخلية بأنه بات خاضعًا بالكامل لتوجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.



إقرأ المزيد