وكالة شمس نيوز - 12/30/2025 12:39:24 PM - GMT (+2 )
شمس نيوز - نضال أبو شربي
حذّر رئيس شبكة لجان العمل التشاركي في الأزمات والكوارث د. لؤي المدهون، من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة، في ظل استمرار هطول الأمطار الغزيرة وتوقع عواصف شتوية أشد خلال الأسابيع المقبلة، ما يهدد حياة مئات آلاف المدنيين المقيمين في خيام مهترئة وغير صالحة للسكن.
وأوضح المدهون أن أكثر من 1.5 مليون نازح يعيشون في ظروف مأساوية داخل مخيمات إيواء مؤقتة، تفتقر لأبسط مقومات الحماية من البرد والأمطار، مشيرًا إلى أن الشتاء الحالي كشف هشاشة منظومة الإيواء بشكل خطير.
وأشار إلى أن عشرات مواقع النزوح تعرضت للغرق نتيجة الأمطار والسيول، وتضررت آلاف الأسر بشكل مباشر بعد انهيار أو تلف خيامها، ما أجبر العديد منها على المبيت في العراء أو في أماكن غير آمنة، وسط تحذيرات أممية من اتساع نطاق الأضرار مع استمرار المنخفضات الجوية.
وفي السياق ذاته، قال المدهون: "نحو 93% من خيام النازحين، أي ما يزيد عن 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفًا، أصبحت غير صالحة للاستخدام، نتيجة التآكل ونقص مواد العزل والتهوية، الأمر الذي يعرض مئات آلاف الأطفال والنساء وكبار السن لمخاطر البرد القارس والأمراض التنفسية.
وأشار إلى أن الأمطار الأخيرة أدت إلى غرق الخيام وتسرب المياه إلى أماكن النوم والطهي، وتسببت في تلف الأغطية والفرش البسيطة، في وقت يعاني فيه النازحون من نقص حاد في المساعدات الشتوية، محذرًا من أن العواصف المتوقعة خلال ذروة فصل الشتاء قد تؤدي إلى خسائر بشرية حقيقية إذا استمر هذا الإهمال الدولي.
وأضاف: "ما يجري في مخيمات النزوح بقطاع غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية، بل تحول إلى خطر وجودي يهدد حياة المدنيين، في ظل عجز الخيام الحالية عن توفير الحد الأدنى من الحماية، واستمرار القيود على إدخال مستلزمات الإيواء الطارئة”.
وطالب المدهون المؤسسات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بضرورة التدخل الفوري والعاجل لتوفير خيام بديلة مقاومة للأمطار والرياح، وإدخال مستلزمات الشتاء دون عوائق، بما يشمل الأغطية، ومواد العزل، ووسائل التدفئة الآمنة".
ودعا المؤسسات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لإطلاق خطط طوارئ استباقية لمواجهة العواصف القادمة ومنع وقوع وفيات بين النازحين، إضافة إلى تعزيز خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي داخل مواقع النزوح لتفادي انتشار الأمراض خلال فصل الشتاء.
ولفت إلى ضرورة إعادة تنظيم مخيمات النزوح وهيكلتها لتفادي الأضرار ولتيسير تقديم الخدمات والحد من الآفات الاجتماعية، واعتماد قاعدة بيانات وطنية واحدة للحد من ازدواجية الخدمة، ولإيصال المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين.
وأكد المدهون على أن الصمت الدولي تجاه معاناة النازحين في غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، داعيًا إلى تحرك فوري ومسؤول يضع حماية المدنيين في صدارة الأولويات الإنسانية.
إقرأ المزيد


